الأحد، 22 نوفمبر 2009

معاناة الأرض من البشر


صراخ الصمت




" إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً " (الأحزاب، 72)
الأرض هي ليست بيتنا فقط بل أمنا أيضا التي تحملنا ، فقد حملتنا نحن البشر مع بقية المخلوقات منذ بداية الوجود ، أعطتنا الكثير وحمتنا ، ولكن كيف جازيناها ـ نحن البشر في عصر ثورة العلم ـ ازداد عقوقنا لها ، عانت الكثير منا ، لم نحافظ عليها مثلما حافظت هي علينا ، ولقد حملّناها الكثير ، هل إننا لم نعي إننا إذا فعلنا ذلك سوف ندمر أنفسنا أيضا .. هي لا تتكلم لنسمع آلامها ، ولكنها تتألم في صمت مقيت ، فهي ترينا آثار ما فعلته أيدينا بها ، ماذا فعلنا سوى إننا استخدمنا مواردها بكثافة ، فأصبحت جرداء ، البحر بلا اسماك ، جفاف ، موت ، كل ذلك بسبب أطماعنا وغرورنا ، الغريب إننا صورنا الديناصورات بأنها مرعبة وعنيفة ونسينا إن في عهدها كانت الأرض خضراء جميلة جدا .. ونسينا أيضا إننا نحن من جرّد الأرض من لونها الأخضر .





لم نكتفي بذلك أشعلنا الحروب بين بعضنا البعض فكثر القتل والتشريد والفقر والجوع وقد استخدمنا أبشع الأسلحة الكيماوية والذرية والفسفورية ، والدماء تسيل في الأرض.. الآن في عام 2009م أصبح عندنا مليار جائع في العالم بسبب الأنانية والأطماع وتدمير بيئة الأرض ، قمعنا الحياة بطعم الموت .



 


 لقد دمرنا البيئة بلا رحمة .. في الماضي صورنا بان أجدادنا القدماء في العصور الأولى بأنهم همج ومتخلفون لا بل أن التخلف والهمجية في عصرنا هذا ، ومن قال إننا نتطور بل نحن ذاهبون إلى الهاوية .. متى نستيقظ بعد سنوات من تلوث البيئة نتسابق على إنتاج أسلحة الدمار الشامل فلعلنا نحارب بها كائنات فضائية ، أليس نحن أيضا بالنسبة للعوالم الأخرى كائنات فضائية .. قمة الأرض هل أوقفت السلوك الإنساني البغيض في القضاء على البيئة باستنزاف الطاقات الكامنة في الأرض التي أدت إلى التصحر والجفاف والأمراض والأوبئة . إن استنزاف الطاقة من داخل الأرض دون الاعتماد على الطاقة الخارجية يسرع نحو نهاية العالم 




 أمنا الأرض تتألم من اجلنا أيضا  ، فهلموا بنا لنتحرك قبل فوات الاوان ولننقذها ونصحح ما اقترفته أيدينا في حقها ، لنحافظ عليها ولنحافظ على الحياة حتى لا تتحقق نبوءة المايا عام 2012م ، ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾